محليات

 

(موساد) تتسلّل إلى منظمات (مسلمة)!!

 

 

إعداد : الأخ محمد أجمل القاسمي

طالب بقسم الإفتاء بالجامعة

  

 

  

 

 

       (جريدة «نئي دنيا» الأردية الأسبوعية الصادرة بدهلي الجديدة، السنة 35، العدد 51: 11-17/ يونيو 2007م)

       اجتمع وفد إسرائيلي مكوّن من الزعماء الدينيين بزعماء كل من حزب «بي جي في» وربيبتها منظمة «آر إيس إيس» الهندوسية بدهلي خلال الأيام الماضية، وحضر الاجتماعَ بعض من العلماء والمفكرين المسلمين أيضًا. وجرى عقد اللقاء سرّيًا؛ فكان من الطبيعي أن تثورالشبهات حوله . وحقق الوفد مكاسب عديدة ، كان من أهمها أنه نجح في إبرام المعاهدة اليهودية الهندوسية . وشارك في الاجتماع – الذي وُقِّعت فيه المعاهدةُ – من قبل الهندوس أبناءُ «أسرة سانغ» ورجالُ المنظمات المفسدة الأخرى مما جعل هدف الإتفاقية مثار شبهة . ومما يدعو إلى التفكير أن الانفجارات الحاصلة في فترات مختلفة في كل من مسجد ومقبرة للمسلمين بمدينة «مالي كاؤن»، و«ناندير» ثم في مسجد بمدينة «حيدرآباد» معروف بـ«مكة مسجد»؛ أتَتْ بعد توقيع هذه الاتفاقية، فهل من الممكن أن تكون هناك علاقة بينها وبين تلك الانفجارات؟ من كانوا الذين جاؤوا من إسرائيل لعقد المعاهدة الهندوسية الصهيونية؟ لماذا سُمِح لهم بذاك؟ أي حاجة اضطرت إلى إبرام هذه الاتفاقية؟؛ هناك تساؤلاتٌ تتطلب الردّ الذي ربما توفّر معلومات هامة حول الانفجارات .

       وأمّا ما يُقال: إن موساد قد تسلّلت إلى المنظمات الإسلامية، فهذا لا يبتني على التكهّنات وإنما يبتني على الشواهد الواقعية القويّة، فقد كتب السيد «سبهير بهومك» أن سلطات الاستخبارات السرّية قامت بإلقاء القبض على (11) أجنبيًا يوم 22/ يناير 2002م. وذلك في الاشتباه بهم أنهم ربّما يقومون بعملية اختطافِ الطائرة؛ إذ كانت تقارير الاستخبارات السرية في هذا الصدد موجودة لديهم مسبّقًا. وإنما أُلقي القبضُ على هؤلاء لإنهم كانوا مسلمين من ذوي اللحي، وكانوا في طريقهم إلى بلاد بنجلاديش للحضور في اجتماع جماعة الدعوة والتبليغ المنعقد فيها على مستوى دولي؛ ولكن السلطات قضَوا من عجبهم إذ علموا أن ذوي اللحى هؤلاء الذين تبدو من سحناتهم أنهم مسلمون من السنة شيعة في الواقع ، وينطقون بلغة «بستو» الأفغانية، ولديهم جوازات إسرائيلية، وهم يعرِّفون أنفسهم بأنهم من رجال الجماعة والتبليغ.

       وصل الخبر إلى مدينة دهلي بشكل عاجل، وخلال ساعات سُفِّرُوا لمدينة «تل أبيب». هذا، والحقيقة أنها بُذلت المحاولاتُ كلها لإركاب هؤلاء الخطوطَ الجويةَ البنجلاديشية؛ ولكن المسؤولين البنجلاديشيين لم يمنحوهم تاشيرات وهم يحملون جوازات سفر إسرائيلة؛ لأنهم ما كادوا يفهمون أنَّ المواطنين الإسرائيليين الشيعيين ذوي الجنسية الأفغانية لماذا عُنُوا باجتماع الجماعة: أهل السنة. وحسبَ ما تقول الأنباء: إنه ما إن وصل الخبر إلى مدينة «تل أبيب» حتى مارستْ إسرائيل الضغطَ غيرَ العادي على الهند، حتى أطلقت سراحهم وجعلتْ عودتَهم المؤمَّنة حتميًا. وأكّد ضبّاط الاستخبارات السرية الهندية: إن هؤلاء مسلمون بالتأكيد، وإنهم كانوا يقومون بجولات دعوية في مختلف مُدُن الهند منذ شهرين؛ ولكن وطنيتهم الإسرائيلية كانت تُثير استعجاب السلطات أيضًا. وقال مسؤول عن الاستخبارات شريطة أن يُخْفى اسمُه أن «تل أبيب» مارست ضغطاً كبيرًا على دهلي الجديدة حتى تؤمِّن عودتهم، وقال المسؤول نفسه: هذا ممّا يؤكِّد أنهم كانوا يعملون لمنظمة إسرائيلية حساسة وكانوا يتوجّهون إلى بلاد بنجلاديش لإداء مهمة سرّية باءت بالفشل، وأكّد المسؤول أن موساد تُعْرُف بتجنيد المسلمين الشيعة لاستخدامهم في شبكة العمل للمسلمين السنة الرجعيّين .

       وأضاف المسؤول: إن المواطنين الإسرائيليين من ذوي الجنسية الأفغانية الواحد عشر قضوا حقبة من الزمن في إيران أيضًا. ومن الممكن أن إسرائيل جنّدتهم حتى يتسلّلوا إلى الجماعات التبليغية، ومنحتْهم الجوازاتِ الإسرائيلية. ومعلِّقًا على الحادث قال البعض من مراقبي نشاطات موساد: إن المهمة المنتظرة فشلت بسبب تدخل مفاجئ مرفوض في الهند إحدى الدول الصديقة لإسرائيل، الأمر الذي دفع إسرائيل إلى إخراج مواطنيه من الهند .

       وعلى الكل، فنظرًا إلى المصالح الموسّعة للوطن الحبيب نقدّم هذه التحقيقات الهامة التي قامت بها جريدة «نئي دنيا» الأردية الأسبوعية، والآن يجب على وكالات المخابرات السرّية «الحاذقة» لبلادنا أن تسيطر على هذه المسرحية التي تزدهر بسبب خرق الحكومات والحكام الجهلاء؛ فإنّ أمن الهند قضية مقدمة على كل من قضية الهندوس والمسلمين، ومتى تُوجد سيطرةُ موساد المتزايدة في الهند لايمكن أن تتمتع البلاد بالأمن والسلام .

*  *  *

 

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . رجب المرجب 1428هـ = يوليو – أغسطس  2007م ، العـدد : 7 ، السنـة : 31.